💠نفحات عرفانيه
💠الجذبة الإلهية والنفحات الرحمانية هي التي تدفع الإنسان إلى التعرف على
عوالم الغيب وكشف حقائق عالم الوجود فحينما خلق الله العباد وهو ذو المن القديم هيأ
لهم الأسباب والعلل ليفيض عليهم من شمائل ألطافه الغيبية ونسائم نفحاته القدسية التي
تهب عليهم بين حين وآخر، كما قال سيد المرسلين (صل): « إن لربكم في أيام دهركم نفحات
ألا فتعرضوا لها» 💠فعلى العبد أن يقف في مهب تلك النسائم والأطياب الإلهية ويشد رحله للسير
فيها والسفر إلى الله حتى تسلك به إلى لقاء مبدأ الفيض الأزلي والوجود السرمدي.
💠ولما كانت المعرفة والعرفان وسيلة السالك إلى الله في السير والسلوك إلى
حظيرة القدس ورياض الأنس .
💠فلابد من تجرد القلب والروح من مظاهر الطبيعة المادية وكدوراتها وتطهير
النفس من علائق الدنيا الدنية وشوائبها 💠والتخلص من الإنية والأنانية والآثار الوجودية شيئا فشيئا.
💠والدوام في جهاد النفس ومراقبتها ومحاسبتها ثم التزين بزينة الأخلاق والتحلي
بحسنات الصفات والعروج نحو التكامل المعنوي والسمو الروحي بالاستمداد من العون الإلهي
والمدد الرحماني، حتى ترفع الحجب الظلمانية الناشئة في النفس وتفُتح من هذا العالم
المادي منافذ تطل على ما وراء الطبيعة والعوالم العلوية والعقول المجردة عن المادة،
وتتصل الروح بأنوار الملأ الأعلى وتنال بذلك المدارج العليا في الكمالات إلى أن يصل
إلى مقام الفناء في الله فيخرق بصر قلبه حجب النور 💠ويكون مظهرا من مظاهر
وتجليات الحق تبارك وتعالى إلى الخلود في جنة لقائه.
والسالك في سفره إلى الله
تعالى يحتاج إلى مرشد ودليل لكي يأخذ بيده ويرشده إلى الطريق المستقيم حينما تفترق
أمامه الطرق، فينقذه من المتاهات والظلمات والوقوع في خطر الآفات والمهلكات ويكون سبيل
الله في هدايته والوصول إلى مقصده: « وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ
سُبُلَنَا»، وخير الأدلاء على الله نور الله الأعظم النبي الخاتم الهادي البشير والسراج
المنير محمد بن عبد الله (صل) الذي قال فيه الله عز وجل: « قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ
اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ».
💠 انتبهي عزيزتي
💠إذا كنتي من أهل الإيمان الناقص والصوري، فعليك أن تطهّر نفسك من هذا الغشّ
حتى تنضمّ إلى زمرة السعداء والصالحين.
💠والغشّ يزول بنار التوبة والندم، وبإدخال النفس في أتون العذاب واللّوم،
وصهرها في حرارة الندامة والعودة إلى الله. 💠عليك أن تعمل في هذا العالم،
وإلا فإنّ ﴿نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ﴾ سوف
تذيب قلبك. والله أعلم كم قرناً من قرون الآخرة يستغرق إصلاحك هذا!
💠
ما دمت في مقتبل عمرك، وزهرة شبابك، وأوج قوتك، وحرية إرادتك، سارع
لإصلاح نفسك، ولا تُلقِ بالاً لهذا الجاه والمقام وطأ على هذه الاعتبارات بقدميك، إنك
إنسان، فابعد نفسك عن صفات الشيطان.
💠
لانّ الضيق والضغط والكدر والظلام الذي يحصل في القلب بسبب الحسد
قلّما يوجد في خُلق فاسد آخر. وعلى أي حال إنّ صاحب هذا الخُلق يعيش في الدنيا معذّباً
مبتلىً، ويكون له في القبر ضيق وظلمة، ويحشر في الآخرة مسكيناً متألماً.
💠فالوقوف منذ البداية دون تسرّب المفاسد الأخلاقية أو العملية إلى مملكة
ظاهرك وباطنك، أيسر بكثير من إخراجها بعد توغّلها، لأنّ ذلك يتطلّب الكثير من العناء
والجهد. وإذا تسرّبت .
🔷فإنّك كلّما أخّرت التصدّي لإخراجها، ازداد الجهد المطلوب منك وضعفت قواك
الداخلية.
💠و كلّما ازداد التلذّذ بالدنيا، اشتدّ تأثر القلب وتعلّقه بها وحبّه لها،
إلى أن يتّجه القلب كُلّياً نحو الدنيا وزخارفها.
وهذا يبعث على الكثير من المفاسد.
💠
إن القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتنفيذ الحدود والتعزيرات
وسائر التعاليم السياسية الدينية والعقلية، لا يكون إلاّ في ظلّ القوة الغضبية الشريفة.
وعلى ذلك، فإن الذين يظنون أن قتل غريزة الغضب بالكامل وإخماد أنفاسها يعدّ من الكمالات
والمعارج النفسية إنّما يرتكبون خطيئة عظيمة، ويغفلون عن حدّ الكمال ومقام الاعتدال.
💠
إن القلب إذا غطّاه صدأ حُبّ الذات والأرحام والتعصّب القومي الجاهلي،
فلن يكون فيه مكان لنور الإيمان، ولا موضع للاختلاء مع الله ذي الجلال تعالى.
💠إن الإنسان العارف بالحقائق يعلم أن جميع العصبيات والارتباطات ليست سوى
أمور عرضية زائلة، إلاّ تلك العلاقة بين الخالق والمخلوق. وتلك هي العصبية الحقيقية
التي هي أمر ذاتي غير قابل للزوال، وهو أوثق من كل ارتباط، وأقوى من كل حسب وأسمى من
كل نسب.
💠إن أولياء الله لم يخلدوا إلى الراحة أبداً، وكانوا دائمي الخوف من هذه
الرحلة المحفوفة بالمخاطر. إن حالات علي بن الحسين عليه السلام، الإمام المعصوم، تثير
الحيرة، وأنين أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، الوليّ المطلق، تبعث على الدهشة. ما
الذي جرى لنكون على هذا القدر من الغفلة؟ مَنْ الذي جعلنا نطمئن؟ إنّه لا يُغرينا أحد
بتأجيل عمل اليوم إلى الغد إلاّ الشيطان.
💠
إذا انتزع الشيطان، لا سمح الله، وسائل الإيمان من يدك، فلن تكون
جديراً بالرحمة والشفاعة. نعم، رحمة الله واسعة في الدّارين. فإذا كنت تطلب الرحمة،
فلماذا لا تستفيد من فيوضات الرحمة المتتالية في هذه الدنيا، وهي بذور الرحمات الأخرى؟
💠
إذا لم يقف الإنسان بوجه هذه الصفة ولم يردعها، وترك نفسه وشأنها،
فلن يمضيَ وقت طويل حتى يفلت الزّمام منه ويصبح كلّ همّه واهتمامه منصباً على تلك الرّذيلة،
حتى أنه لا يلتقي شخصاً إلاّ وعامله معاملة ذي الوجهين وذي اللّسانين، ولا يعاشر أحداً
إلاّ وخالطت معاشرته تلك الصفة من التلوّن والنفاق، دون أن يخطر له شيء سوى منافعه
الخاصة وأنانيته وعبادته لذاته، واضعاً تحت قدميه الصداقة والحميّة والهمّة والرجولة،
ومتّسماً في كل حركاته وسكناته بالتلوّن، ولا يمتنع عن أي فساد وقبح ووقاحة. إن شخصاً
هذا شأنه يكون بعيداً عن البشرية والإنسانية، ومحشوراً مع الشياطين.
💠
يا من تدّعي الإيمان وخضوع القلب في حضرة الله ذي الجلال، إذا كنت
تؤمن بكلمة التوحيد، ولا يعبد قلبك غير الواحد، ولا يطلب غيره، ولا ترى الألوهية تستحق
إلاّ لذاته المقدسة، وإذا كان ظاهرك وباطنك يتفقان فيما تدّعي، فلماذا نجدك وقد خضع
قلبك لأهل الدنيا كل هذا الخضوع؟ لماذا تعبدهم؟ أليس ذلك لأنك ترى لهم تأثيراً في هذا
العالم، وترى أن إرادتهم هي النافذة، وترى أنّ المال والقوة هما الطاقة المؤثرة والفاعلة؟
وأن ما لا تراه فاعلاً في هذا العالم هو إرادة الحق تعالى، فتخضع لجميع الأسباب الظاهرية،
وتغفل عن المؤثر الحقيقي وعن مسبّب جميع الأسباب، ومع كل ذلك تدّعي الإيمان بكلمة التوحيد.
إذاً، فأنت أيضاً خارج عن زمرة المؤمنين، وداخل في زمرة المنافقين ومحشور مع أصحاب
اللّسانين.
يا من تدّعي الزهد والإخلاص، إذا كنت مخلصاً حقاً،
وأنك لأجل الله ولأجل دار كرامته تزهد عن مشتهيات الدنيا، فما الذي يحملك على أن تفرح
بمدح الناس لك والثناء عليك بقولهم إنك من أهل الصلاح والسداد، فيملأ السرور قلبك؟
ولماذا لا تبخل بشيء في سبيل مجالسة أهل الدنيا وفي سبيل زخارفها، وتفرّ من الفقراء
والمساكين؟
💠فاعلم أن زهدك وإخلاصك ليسا حقيقيين، بل إن زهدك في الدنيا هو من أجل الدنيا،
وأن قلبك ليس خالصاً لوجه الله، وأنك كاذب في دعواك، وأنك من المتلوّنين المنافقين.
💠يا أيتها النفس اللّئيمة التي تتظاهرين بالتفكير للخروج من الأيام المظلمة
والنجاة من هذه التعاسة، إذا كنت صادقة، وقلبك يواكب لسانك، وسرّك يطابق علنك، فلماذا
أنتِ غافلة إلى هذا الحد؟ ولماذا يسيطر عليكِ القلب المظلم والشهوات النفسانية وتتغلّب
عليك، دون أن تفكري في رحلة الموت المليئة بالمخاطر؟
💠
لقد تصرّم عمرك دون أن تبتعد عن أهوائك ورغباتك. لقد أمضيت عمراً
منغمساً في الشهوة والغفلة والشقاء وسيحلّ الأجل قريباً، وأنت ما زلت تمارس أعمالك
وأخلاقك القبيحة. فأنت نفسك واعظ غير متّعظ، ومن زمرة المنافقين وذوي الوجهين. ولئن
بقيت على هذا الحال فستحشر بوجهين ولسانين من نار...
💠
إذا كنت تعرف أنك من أتباع النبيّ صلى الله عليه وآله ، وتريد أن
تحقق هدفه، فاعمل على أن لا تضعه موضع الخجل بقبيح عملك وسوء فعلك. ترى إذا كان أحد
من أولادك والمقرّبين إليك يعمل القبيح وغير المناسب من الأعمال التي تتعارض وشأنك،
فكم سيكون ذلك مدعاة لخجلك من الناس وسبباً في طأطأة رأسك أمامهم؟
💟 العزله
💠
فالعزلة وإن لم تقدر فالصّمت .
💠وليس كالعزلة وإن لم تستطع.
💠
فالكلام بما ينفعك وليس كالصّمت وإن لم تجد السبيل إليه.
💠
فالانقلاب في الأسفار من بلد إلى بلد وطرح النفس في بوادي التلف بسرّ
صاف وقلب خاشع وبدن صابر، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ
ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي
الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ
مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا}([126]).
💟سلامة الدين في العزلة:
إذا لم تستطع تحصيل السلامة
وحفظها .
💠
فاقطع علاقتك ومعاشرتك مع أكثر الناس الذين يظلمون ويؤذون البشر ويجرّونه
إلى وادي الذنب ويزهّدونه في العبادة وإلتجأ إلى الحصن المنيع والثمين وهي العزلة.
💠وإذا لم تستطع قطع علاقتك ومعاشرتك مع الناس.
💠فعليك أن تجعل شعارك الصمت والسكوت وقلّة الكلام، علماً ان منافع السكوت
والصمت لا تُقاس مع منافع العزلة،.
💠لأن في الصّمت والسكوت يمكن للإنسان ألاّ يتكلّم مثل الآخرين، غير أنّه
لا يمكنه عدم سماع كلام الآخرين.
بعكس العزلة حيث يستطيع
ان لا يتكلّم وان لا يسمع كلامهم.
💟فإن لم تستطع أن تلازم السكوت والصّمت،
فعليك بالكلام بمقدار الضرورة والحاجة.
وبطريقة لا تؤدّي بك إلى الخسران المعنوي، مع العلم
أن قيمة الكلام لا تصل إلى قيمة السكوت والصّمت، لإن الإنسان عندما يكون مضطراً للكلام
فإن الإجتناب عن اللغو في الكلام، أمر صعب ومشكل.
فإن لم تستطع تحصيل السلامة
وحفظها مع جميع ما مرّ ذكره آنفاً.
💠عليك ذلك الوقت بالسّفر من بلد إلى آخر، وطرح النفس في بوادي التلف حتى
ينقضي العمر والزمان .
💠وهذا خير لك من ان تضيّع الدين والإيمان، ففي السفر، عليك بمراعاة نفسك
ان لا تميل نحو السواد والذنوب .
💠ولا تضيع طهارة قلبك، وأن تواظب على أحوالك من الخشوع والصبر.
💠نعم إن السفر يكون أحياناً علاجاً للذنب وسوء العاقبة.
اسأله حول مااخذناه
في درس العرفان السير الى( الله عزه وجل)
1⃣ماهي طرق اصلاح النفس
2⃣خلوص النيه بالعمل يعني كيف
3⃣ماهي وسائل السير والسلوك الى الله تعالى
4⃣كيفية المراقبه والمحاسبه
5⃣كيف نتادب مع الله تعالى
6⃣من الخطوات الاولى للعرفان العزله يعني كيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق