🔷🔷اقسام العرفان
العرفان يقسم قسمين: العرفان النظري، والعرفان العملي.
👈أمّا العرفان النظري، فهو العلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته وتجلّياته.
ويُراد منه إعطاء رؤية كونية عن المحاور الأساسية في عالم الوجود، وهي "الله"
و"الإنسان" و"العالم".
👈والعرفان العملي عبارة عن العلم بطريق السير والسلوك، فمن أين يبدأ، وإلى
أين ينتهي، وما هي المنازل والمقامات التي يجب أن يسلكها العارف للوصول إلى الله عزه
وجل
🔷وكيفيّة مجاهدة النفس للتغلّب على ميولها وتحريرها من علائقها، حتى تستطيع
طيّ المراحل والجدّ في سيرها إلى الله تعالى.
💟أمّا القسم الأول من العرفان، فهو يشبه علم الفلسفة لجهة محاولته تقديم
تفسير للوجود، يُراد منه تقديم رؤية كونية عرفانية يكون لله فيها الأصالة الأساسية
والوحيدة، وكلّ ما سوى الله ما هو إلا مظهر وتجلٍ لتلك الحقيقة الواحدة.
وإذا كان الفيلسوف يحاول
تقديم رؤية ترتكز على محورية الله كواجب للوجود، وتكوين صورة جامعة عن الله وعلاقته
بالكون، فقد استخدم الفيلسوف لذلك الدليل والبرهان, أمّا العارف في محاولته تقديم رؤيته
الكونية هذه، فهو غير مهتمّ بالعقل والفهم، بل العارف يقدّم رؤيته ليصل إلى كنه وحقيقة
الوجود
💟أمّا القسم الثاني من العرفان, أي العرفان العملي، فهو عبارة عن ذاك الجانب
الذي يبيّن العلاقات والواجبات المفروضة على الإنسان مع نفسه ومع العالم ومع الله.
🔷فيوضح فيه للسالك، من أين يجب أن يبدأ، وإلى أين يجب أن ينتهي، وكيف يسلك
ليصل إلى تلك الحقيقة الواحدة، ويتطلّب الأمر توضيح المقامات والمنازل التي يجب قطعها
للوصول ونحن بصدد هذا القسم ودسنا حوله .
الرياء عدو
العرفان والدنو لمعرفة الحق وهو الله عزه وجل
💟1- تأمّل أيها الشخص المرائي.
يا منْ أودعت العقائد الحقّة والمعارف الإلهية بيد
عدوّ الله، وهو الشيطان، وأعطيت مختصّات الحق تعالى للآخرين، وبدّلتَ تلك الأنوار التي
تضيء الروح والقلب وهي رأسمال النجاة والسعادة الأبدية ومنبع اللّقاء الإلهي وبذرة
القرب من المحبوب أبدلتها بظلماتٍ موحشة وشقاءٍ أبدي وجعلتها رأسمال البُعد والابتعاد
عن ساحة المحبوب المقدّسة، والابتعاد عن لقاء الله تعالى.
💟2- تهيّأ، أيها المرائي، للظلمات
التي لا نور بعدها، وللشدائد التي لا فرج لها، وللأمراض التي لا يرجى شفاؤها
وللموت الذي لا حياة معه، وللنار التي تخرج من باطن
القلب فتحرق ملكوت النفس وملك البدن حرقاً لم يخطر على قلبي وقلبك، والتي يخبرنا عنها
الله تعالى في كتابه المنزل في الآية الشريفة: ﴿نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي
تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ﴾.
💟3- الله تعالى هو صاحب القلب
والمتصرّف فيه
👈وأما العبد الضعيف العاجز فلا يستطيع أن يتصرّف بقلبه دون إذنه، بل إنّ
إرادته قاهرة لإرادتك ولإرادة جميع الموجودات. إذاً، فمراءاتك تملّقك، إذا كانا لأجل
جذب قلوب العباد، ولفت نظرهم، ومن أجل الحصول على المنزلة والتقدير في القلوب والاشتهار
بالصلاح، فإنَّ ذلك خارج كلية عن تصرفك، وهو تحت تصرّف الله، فإله القلوب وصاحبها يوجّه
القلوب نحو من يشاء.
💟4- إذا كنتَ مخلصاً
👈فلماذا لا تجري ينابيع الحكمة من قلبك على لسانك مع أنك تعمل أربعين سنة
قربة إلى الله حسب تصوّرك؟ في حين أنه ورد في الحديث الشريف عن الرضا عن آبائه عليهم
السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَا خَلُصَ عَبْدٌ للهِ
عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً إلاَّ جَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ
عَلَى لِسَانِهِ"، إذاً؛ فاعلم أنّ أعمالنا غير خالصة لله، ولكننا لا ندري، وها
هنا الداء الذي لا دواء له.
💟5- أُطلبْ من الله الرحيم في
كل حين، وخصوصاً في الخلوات، وبتضرّع وعجز وتذلّل
أن يهدينا بنور التوحيد، وأن ينوّر قلبنا ببارقة
غيب التوحيد في الإيمان والعبادة، حتى تعلم أنّ جميع العالم الواهي وكل ما فيه يكون
لا شيء.
💟
واسأل الذات المقدّسة بكل تضرّع أن يجعل أعمالك خالصة وأن يهديك إلى
طريق الخلوص والولاء.
💟التفاتات عرفانيه
🔷
لا تعيبوا على أحد، حتى في قلوبكم، وإن كان كافراً، فلعلّ نور فطرته
يهديه، ويقودكم تقبيحكم ولومكم هذا إلى سوء العاقبة.
🔷
أيها المسكين! أنت في حضرة الله جلَّ جلاله، وفي محضر الملائكة المقرَّبين،
تعمل خلاف رضا الله تعالى
👈والعبادة التي هي معراج القرب من الله
👈تؤدّيها لأجل النفس الأمَّارة بالسّوء ولأجل الشيطان.
🔷
إنّ الصلاة التي لا تَنهى عن الفحشاء ولا تحافظ على القلب، بل لكثرتها
تبعث على ضياع القلب، إن مثل هذه الطاعة ليست بصلاة. إنّ صلاتك التي تحافظ عليها كثيراً
وتحرص على إقامتها، إذا كانت تقرّبك من الشيطان وخصيصته من الكِبر، فهي ليست بصلاة،
لأنّ الصلاة لا تستدعي ذلك.
🔷
إن الكِبر من أخلاق الشيطان الخاصة.
👈
فقد تكبّر على أبيك آدم، فطُرد من حضرة الله، وأنت أيضاً مطرود لأنّك
تتكبّر على كل الآدميين من امثالك
و الشيطان همه الأول إفساد
صلاة المؤمن عن طريق الوسوسة ، وعن طريق إلغاء الخشوع فيها ، وقد بيّن النبي عليه الصلاة
والسلام أن أول ما يفقد من هذا الدين الخشوع ، وأن آخر ما يفقد من هذا الدين الصلاة
، ورب مصلِّ لا خير فيه ، ويوشك أن تدخل مسجداً فلا ترى فيه خاشعاً.
💠عزيزتي
🔷
أن الله تعالـى جـلـت عظمته خـلـق الخلائق وهـو غـنـي عـن خلقهم لا
لغاية إلا ما أشار إليها في مكنون كتابه حيث قال جل جلاله: « وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ»
🔹
فالعبادة غاية الخلقة والتكوين وفي حد ذاتها وسيلة للقرب إلى الكمال
المطلق
🔹والذات الأحدية المتعالية.
🔷
ومن هنا كان قوله عزمن قائل في حديث قدسي: « كنتُ كَـنزاً مَخفِياً
فأحبَبت أن أٌعرَفَ فَخَلقتُ الخَلق كَي أٌعـَرف» ومع الجمع بين الآية والحديث نخرج
بهذه الحصيلة النورانية الملكوتية وهي أن العبادة الحقيقية ليست حركات الأبدان وسكناتها
فحسب.
💠
إنما هي معرفة الله حق معرفته وعبادته حق عبادته كما قال الإمام عـلـي
بن أبي طالب (عليه السلام): « أول الدين معرفته» فمعرفة الله تبارك وتعالى هي الوسيلة
المؤدية إلى التوحيد الخالص له دون غيره .
💠ولا يخفى أن معرفة الله تبارك وتعالى محدودة في نعوته وصفاته الجلالية
منها والجمالية.
💠
وأما التفكر في ذاته وإدراك كنهه فلا سبيل لأحد إليه كما قال سيد
البشر (صل): « ما عرفناك حق معرفتك «، وكذلك قول الإمام الحسين بن علي (عليه السلام):
«إن الله احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار «بل منهي عنه كما قال الإمام علي (عليه
السلام): « تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في ذاته»
💠وأما دون ذلك فإن الله سبحانه وتعالى لم يحجب الخلائق عن وجوب معرفته بل
كلفهم ذلك كل حسب قابليته وطاقاته واستعداداته.
💠
فإن إفهام الناس وعقولهم متفاوتة في قبول مراتب العرفان وتحصيل الاطمئنان
كماً وكيفاً شدةً وضعفاً سُرعةً وبطئاً حالاً وعلماً وكشفاً وعياناً، وإن كان أصل المعرفة
فطرياً.
💠
إما ضروري أو يهتد إليه بأدنى تنبيه فلكل طريقة هداه الله عز وجل
إليها إن كان من أهل الهداية،
.
💠
والطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق وهم درجات عند الله.
ولابد من الإشارة هنا
إلى أن هناك فرقا بين العلم والعرفان.
💠
فالعلم هو الاطلاع على ذات الشيء وأما العرفان فهو العلم بآثار الشيء
ومصاديقه أو هو إدراك الشيء بفكر تدبر وهو أخص من العلم وضد الإنكار.
💠
وما أحسن ما قاله الأستاذ العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي (رضي
الله عنه) في معنى العرفان أنه: « تطبيق الصورة الحاصلة في المدركة على ما هو مخزون
في الذهن ولذا قيل أنه إدراك بعد علم سابق».
يقول العرفاء أن الإنسان
يشعر على الدوام بالنقص والاحتياج وبفطرته الأصيلة يميل إلى من يسد نقصه واحتياجه،
ولجبران هاتين النقيصتان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق